الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل تشهد سوريا مواجهة بين أمريكا وميليشيات إيران؟ 

هل تشهد سوريا مواجهة بين أمريكا وميليشيات إيران؟ 

01.07.2021
بلدي نيوز


بلدي نيوز - (خاص) 
الاربعاء 30/6/2021 
قال المتحدث باسم عملية "العزم الصلب" التابعة للتحالف الدولي لمحاربة "داعش"، واين ماروتو، إن القوات الأميركية في سوريا تعرضت، مساء أمس الاثنين، "لهجمات بصواريخ متعددة".  
وأضاف ماروتو، عبر تويتر، أن الهجمات "لم توقع إصابات فيما يتم تقييم الأضرار" وأن قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش" ستقدم مزيدا من المعلومات فور توفرها. 
وأضاف في تغريدة لاحقة، أن القوات الأمريكية أثناء الهجوم "تصرفت دفاعا عن النفس بإطلاق نيران مضادة للمدفعية على مواقع إطلاق الصواريخ".  
وكانت الميليشيات الإيرانية المتواجدة في منطقة "المزارع" جنوب الميادين، استهدفت بالصواريخ القاعدة الأمريكية في حقل "العمر" النفطي شرق دير الزور. 
وأتى الهجوم بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها شنت غارات على مواقع ميليشيات مدعومة من إيران على الحدود السورية العراقية، ليلة الأحد/الاثنين، "ردا على هجمات بطائرات مسيرة شنتها تلك الفصائل على أمريكيين ومنشآت أمريكية في العراق".  
تطور عملياتي 
يقول الباحث في "مركز الشرق للدراسات" سعد الشارع، إن ما حصل أمس في ديرالزور من قصف أمريكي على ثلاثة مواقع للميلشيات الإيرانية، اثنان منها في سوريا وآخر في العراق، وهي مقرات تابعة لـ"لواء سيد الشهداء" و"كتائب حزب الله العراق"، هو تطور عملياتي وليس تغير في الاستراتيجية الأمريكية ضد الميليشيات الإيرانية. 
ويضيف "الشارع" في حديثه لبلدي نيوز، أن "لواء سيد الشهداء" توعد في بيان أصدره بالرد على القصف الأمريكي، وبالفعل الرد جاء بقصف صاروخي من جنوب مدينة الميادين بالتحديد من موقع الشيخ شبلي، حيث سقطت القذائف الصاروخية قرب المدينة السكنية التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن حقل العمر النفطي الذي يعتبر قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية، ما دفع الأخيرة للرد على مصادر النيران بإطلاق قذائف صاروخية، ثم توجيه ضربة جوية لمواقع قرب الميادين وفي منطقة عين علي قرب بلدة القورية بريف ديرالزور.  
ويرى الباحث أن هذه "السجال العسكري" سوف يبقى ضمن حدود معنية في جنوب البوكمال والميادين، حيث يوجد طريق بري يربط بين المدينتين، مشيرا إلى أن هذه المنطقة تشهد بشكل مستمر قصفا من الطيران الإسرائيلي على مواقع للميليشيات الإيرانية فيها. 
ويقول "نظرا لخصوصية هذه المنطقة التي توجد فيها قاعدة الأمام علي الإيرانية وتشهد انتشارا كبيرا لميليشيات إيرانية، تريد واشنطن أن تبقيها منطقة "سجال عسكري"، لأنها لا تريد أن تكون منطقة هذه السجال في العراق أو مناطق حساسة بالقرب من القواعد الأمريكية".  
ويشير إلى أنه يعتقد أن الأمور لن تتطور أكثر من ذلك، لأنه الرد الأمريكي على القصف الإيراني جاء في إطار الدفاع عن النفس، ولا يريد الطرفان أن تتطور الأمور إلى مواجهة مفتوحة، خاصة أن القوات الأمريكية تسطيع إيذاء الميليشيات الإيرانية بدرجة كبيرة، كون أن واشنطن تمتلك نقطة عسكرية ضخمة في الباغوز التي تبعد مسافة قريبة عن البوكمال ما يجعل كل مواقع الميليشيات الإيرانية في مرمى القوات الأمريكية، كذلك تمتلك الميليشيات الإيرانية صواريخ وتستطيع الوصول إلى قاعدتي الباغوز والعمر الأمريكيتين.  
وعن اختيار أمريكا لتكون سوريا وليس العراق مكانا للرد على الميليشيات الإيرانية، يرى "الشارع" أن العراق قادم على استحقاقات انتخابية، وكان هناك طلب عراقي للولايات المتحدة بعدم التصعيد في العراق، وهذا ما عبرت عنه واشنطن بالقول إنها تريد الاستقرار في العراق والدفع بالعملية السياسية.  
وشهدت القاعدة خلال الأيام الماضية وصول تعزيزات لوجستية وعسكرية للقوات الأمريكية عبر الحدود العراقية مرورا بمحافظة الحسكة، استكمالا لتوسعتها ضمن الحقل، كما شهدت تدريبات عسكرية ومناورات في المناطق المجاورة من القاعدة لرفع كفاءة الجنود في الموقع. 
ونشرت الميليشيات الإيرانية في الـ 13 من شهر مارس/آذار الماضي، مجموعة من الصواريخ، في مدينة الميادين وريفها بديرالزور، ووجهتها نحو قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر شرقي ديرالزور، بالتزامن مع دخول خبراء عسكريين إيرانيين من العراق نحو المنطقة لإدارة الترسانة الصاروخية، وبقيت الميليشيات في حالة تأهب إلى أن نفذت عملية القصف على قاعدة العمر يوم أمس الاثنين.